الرومانتيكية
البداية :
بدأت هذه الحركة فى ألمانيا فى الربع الأخير من القرن الثامن عشر داعية إلى التحرر من الصيغ الكلاسيكية التى كانت سائدة فى العصور الوسطى و الاتجاه إلى صيغ تخيلية أكثر حرية .
قادها شيللر Schiller , جوته Goethe , و نوفاليس Novalis , ثم انتقلت إلى انجلترا حيث تأثر بها كولينز Collins , جراى Gray , و استمدت قوتها من خلال نشر أعمال بيرسى Percy و غيره .
و فى فرنسا بدأت سيادة الحركة منذ بداية القرن التاسع عشر حيث تحرر الكتاب من قواعد التأليف و الأسلوب الذى كان متبعا من قبل الكتاب الكلاسيكيين , و كان المبشر الرئيسى بها هو جان جاك روسو , و لكن كان أكبر روادها هما شاتوبريان Chateaubriand و مدام دى ستايل Mme de Staël .
تميزت الحركة بصفة رئيسية بإحياء الشعر الغنائى والحماسى مع تغليب الإحسـاس و إعمال سيطرة الخيال على العقل إلى جوار الفردية فى التبير عن الذات .
و يعتبر لامارتين Lamartine و فينى Vigny و فيكتور هوجو V. Hugo و دى موسية A. de Musset هم أبرز ممثليها فى الشعر فى الأدب الفرنسى فى ذلك الحين .
و فى موازاة الأدب الرومانسى كانت النزعة الرمانسية فى الفن عند ديلاكروا Delacroix و دانجيه David d'Anger و ديفيريس Deveris .. و غيرهم ممن كانوا رد فعل معاكس للفن القديم و الكلاسيكى .
المبادئ الأساسية للرومانتيكية :
يقول ستندال Stendahl (1823) : الرومانتيكية هى إعطاء الناس – السريعى الاحساس فى حياتهم العادية و عاداتهم و معتقداتهم – أقصى قدر من السعادة بتقديم الأعمال الأدبية إليهم على أنه يقدم لهم هم السعادة بعد أن كانت الكلاسيكية – بالعكس – تقدم لهم الأدب من حيث أنه قدم السعادة لأسلافهم من الآباء و الأجداد .
و للرومانتيكية ميادئ أوجز بعضها فيما يلى :
* العدول عن تقليد القدماء .
* هجر الميثولوجيا ( الأساطير و الأديان القديمة )
* و بديلا عن تقليد القدماء فقد استعانوا بتقليد الآداب الأجنبية خاصة آداب الشمال التى
تميزت بالحرية و القدرة على الخيال .
* و قد خرج العقل من الموضوع !! فسيطر الخيال على الأدب الموضوعى و الشعور و
و الإحساس على الأدب الذاتى .
* استقاء الموضوعات من التاريخ الحديث أو الطبيعة الخارجية أو من داخل قلب الفنان
( الشاعر ) من انطباعات و إحساسات .
و لقد ظل الشاعر هو الحكم على إلهامات شعره الذى أصبح تجارب شخصية و فردية ,
و لم يعد يهتم بالمطابقة مع الواقع أو الحقيقة , و إنما عواطفه هو و نظرته و رؤيته هو و احساسه الشخصى بالطبيعة .
إن كانت هذه هى الرومانتيكية – أو الرومانسية – أفلا يحق لنا أن نقول إن الأدب العربى -الزاخر بالخيال , الملئ بالإحساس , و الفائض بالوجدان – أسبق فى التعرف على الرومانتيكية و خوض غمار بحارها سابقا فى ذلك الآداب الأوروبية ؟ و إلا فأين خيالات مجنون ليلى ؟ .. و إبداعات كثــّير عزة ؟ .. و هيامات جميل بثينة ؟!!
و لو عدنا إلى عصرنا الراهن فلنقل : جماعة أبوللو .. و ابراهيم ناجى الذى كان أحد مؤسسيها , تلك الجماعة التى قابلت مدرسة الديوان ( العقاد ) و اللتان كانتا ثورة على الشعر العربى الكلاسيكى .
مصطفى درويش سلام
No comments:
Post a Comment