: الإبن العزيز ميمو
: بداية , أود أن أناقش معك بعض الخصائص النفسية للشخصية للشباب فى مثل سنك .. فاسمح لى بذلك
فأولا ـ تتميز هذه الفترة بالتمثل بالأب باعتباره القدوة و المثل الأعلى , و باعتباره الأقوى و الأعلم و القادر على ما لا يقدر عليه غيره .. و هنا يكمن بعض ما تعانى منه بفقدك القدوة و المثل الأعلى .. رحمة الله عليه
ثانيا : تتميز أيضا بخاصية مناقضة للخاصية السابقة .. فالشاب فى مثل سنك يرى أنه قد بلغ من القوة و العلم ما لم يبلغه الجيل السابق عليه
ونتيجة للتعارض القائم بين هاتين الخاصيتين , تعتمل فى نفس الشاب ثورة عارمة على جيل الكبار, تسمى
بالتمرد , الذى هو - ليس أكثر من احتجاج على واقع اجتماعى لا يجد فيه الشاب مكانة أو وضعا اجتماعيا يرى نفسه حقيقا به
و يواجه مجتمع الكبار هذا التمرد بأشكال مختلفة ليس من بينها إتاحة الفرصة أمام هذا الجيل الصاعد لإثبات ذاته , بل إنهم يكيلون الاتهامات المستمرة لهذا الجيل
لهذا فإن هذا التعامل قد يدفع الشاب - كتمرد على المجتمع - إما إلى الانحلال , و إما إلى التطرف , و إما إلى الاكتئاب و تمنى انتهاء الحياة
كذلك قد يكون من بين تلك الوسائل : إسداء النصح المستمر إلى هذا الجيل , و بالطبع , فإن النصح عادة يكون من الأكثر خبرة و علما إلى الأقل .. و بما أن الشباب يعتبرون أنفسهم على قدم المساواة مع الكبار, فإن النصح يقابل منهم بتجاهل أو ازدراء
المشكلة التى تعانى منها - يا بنى الحبيب - هى مشكلة سوء تكيف مع المجتع المحيط بك .. الأسرة خاصة .. . فقد لا يعدو الأمر أن يكون
مجرد تضخيم لمواقف عادية لو نظرنا إليه نظرة موضوعية .و لهذا فإن من الضرورى أن تبحث أسباب هذا التكيف Mal-adjustment السيئ
ثم لا بد أن نعى أن الأوامر و الطلبات حين يطلبها منا الأب , فإن الاستجابة لها تكون عادة عن طيب خاطر , بينما لو طلبها منا أخ أو من إلى ذلك كان وقعها على النفس ثقيلا .
و كذلك فلا بد أن نعى أن الحياة كلها أخذ و عطاء , و أن أكثر الناس استمتاعا بالحياة : الإنسان المعطاء .." الذين يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة ".. مثل هذا الإنسان يكون أكثر استمتاعا بالحياة , فما بالك إن كان معطاء لإخوته ؟
و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : الكلمة الطيبة صدقة ... فلم لا تتصدق على الآخرين بالكلمة الطيبة , و تكون معاملتك لهم - رغم كل شئ - معاملة طيبة .. " و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "
أرجو - يا بنى العزيز - أن تكون لك اهتمامات ( هوايات ) .. كممارسة الرياضة , أو القراءة ..الخ و أن تكون إيجابيا فى جماعات نشاط فذلك يعطيك إحساسا بالمكانة .. و أن تقلل من المكوث منفردا مع نفسك , فانفراد الشاب بنفسه مدعاة للتفكير فى أمور كثيرة - أكثرها سيئ
و فى النهاية , أود أن أذكر لك أن ما تعانيه ليس مسألة شاذة , بل هى مشكلة معظم الشباب فى مثل سنك
دعواتى لك بكل السعادة و الرضا النفسى
: بداية , أود أن أناقش معك بعض الخصائص النفسية للشخصية للشباب فى مثل سنك .. فاسمح لى بذلك
فأولا ـ تتميز هذه الفترة بالتمثل بالأب باعتباره القدوة و المثل الأعلى , و باعتباره الأقوى و الأعلم و القادر على ما لا يقدر عليه غيره .. و هنا يكمن بعض ما تعانى منه بفقدك القدوة و المثل الأعلى .. رحمة الله عليه
ثانيا : تتميز أيضا بخاصية مناقضة للخاصية السابقة .. فالشاب فى مثل سنك يرى أنه قد بلغ من القوة و العلم ما لم يبلغه الجيل السابق عليه
ونتيجة للتعارض القائم بين هاتين الخاصيتين , تعتمل فى نفس الشاب ثورة عارمة على جيل الكبار, تسمى
بالتمرد , الذى هو - ليس أكثر من احتجاج على واقع اجتماعى لا يجد فيه الشاب مكانة أو وضعا اجتماعيا يرى نفسه حقيقا به
و يواجه مجتمع الكبار هذا التمرد بأشكال مختلفة ليس من بينها إتاحة الفرصة أمام هذا الجيل الصاعد لإثبات ذاته , بل إنهم يكيلون الاتهامات المستمرة لهذا الجيل
لهذا فإن هذا التعامل قد يدفع الشاب - كتمرد على المجتمع - إما إلى الانحلال , و إما إلى التطرف , و إما إلى الاكتئاب و تمنى انتهاء الحياة
كذلك قد يكون من بين تلك الوسائل : إسداء النصح المستمر إلى هذا الجيل , و بالطبع , فإن النصح عادة يكون من الأكثر خبرة و علما إلى الأقل .. و بما أن الشباب يعتبرون أنفسهم على قدم المساواة مع الكبار, فإن النصح يقابل منهم بتجاهل أو ازدراء
المشكلة التى تعانى منها - يا بنى الحبيب - هى مشكلة سوء تكيف مع المجتع المحيط بك .. الأسرة خاصة .. . فقد لا يعدو الأمر أن يكون
مجرد تضخيم لمواقف عادية لو نظرنا إليه نظرة موضوعية .و لهذا فإن من الضرورى أن تبحث أسباب هذا التكيف Mal-adjustment السيئ
ثم لا بد أن نعى أن الأوامر و الطلبات حين يطلبها منا الأب , فإن الاستجابة لها تكون عادة عن طيب خاطر , بينما لو طلبها منا أخ أو من إلى ذلك كان وقعها على النفس ثقيلا .
و كذلك فلا بد أن نعى أن الحياة كلها أخذ و عطاء , و أن أكثر الناس استمتاعا بالحياة : الإنسان المعطاء .." الذين يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة ".. مثل هذا الإنسان يكون أكثر استمتاعا بالحياة , فما بالك إن كان معطاء لإخوته ؟
و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : الكلمة الطيبة صدقة ... فلم لا تتصدق على الآخرين بالكلمة الطيبة , و تكون معاملتك لهم - رغم كل شئ - معاملة طيبة .. " و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "
أرجو - يا بنى العزيز - أن تكون لك اهتمامات ( هوايات ) .. كممارسة الرياضة , أو القراءة ..الخ و أن تكون إيجابيا فى جماعات نشاط فذلك يعطيك إحساسا بالمكانة .. و أن تقلل من المكوث منفردا مع نفسك , فانفراد الشاب بنفسه مدعاة للتفكير فى أمور كثيرة - أكثرها سيئ
و فى النهاية , أود أن أذكر لك أن ما تعانيه ليس مسألة شاذة , بل هى مشكلة معظم الشباب فى مثل سنك
دعواتى لك بكل السعادة و الرضا النفسى
والدك
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment