فرق تسد
استفاد الاستعمار الغربى الحديث من هذا الانكسار العربى الإسلامى فى
الأندلس , فابتكر فلسفة جديدة تمكنه من السيطرة على الشعوب هى سياسة
فرق تسد - و بها استطاع استعمار العالمين العربى و الإسلامى ابتداء القرن
التاسع عشر و ما قبله
و لم نستفد نحن - العرب - منه , تفرقت الكلمة , و سادت الأنانية , وتبعثرت
المصالح , فأصبحنا نهبا لكل منحط خبيث من البشر .. يحضرنى فى هذا المقام
أن مفكرا - نسيت اسمه قد سئل منذ أكثر من نصف قرن : لم هزم العرب أمام
اسرائيل - سنة 1948 - رغم أنهم كانوا سبع دول ؟ .. فقال : لأنهم كانوا سبع
دول (كانت الدول العربية المستقلة المكونة للجامعة العربية سبع دول فقط ) و
كان يشير بذلك إلى التمزق العربى
و هكذا نحن دائما , لا نجتمع على كلمة .. و لا نتعلم من التاريخ : و بالمناسبة
فإن إسرائيل فى حرب 1967 اتبعت نفس الأسلوب الذى تم فى العدوان الثلاثى
سنة 1956 لا فرق إلا أن العدوان الثلاثى قامت له ثلاث دول , و انتصار
إسرائيل سنة 1967 قد تم على أيدى الإسرائيليين وحدهم , و قد ذكر أحد قادتهم
البارزين أنهم اعتمدوا فى خطة 1967 على أن العرب لا يفهمون التاريخ و لا
يستفيدون منه .. فكانت الخطتان :1956 , 1967 متطابقتين تماما
متى نستفيد من التاريخ ؟ .. هل بعد أن تسقط العراق السقوط النهائى ؟ هل بعد
أن ينتهى السودان كدولة ؟ .. هل بعد أن يأتى الدور على مصر ؟
لست أدرى متى نفيق ؟
سقطت الأندلس على أيدى أبنائها أولا , و هكذا يسقط العالم العربى على أيدى
أبنائه
ملاحظات : وردت المصطلحات الآتية .. اسنح لى يا أستاذ معتز أن أوضحها
* البربر : هم قبائل (بيض اللون !!) يسكنون شمال أفريقيا
الآريوسيين : مذهب كاثوليكى (أرجو الرجوع إليه فى مقالى : أسماء و مذاهب
بقاعة الصالون الأدبى و الثقافى *أيبريون : سكان أيبيريا هى شبه الجزيرة التى
تشمل إسبانيا و البرتغال
* الفينيقيون : سكان الشاطئ الغربى للبحر المتوسط القدامى ، اللبنانيون القدماء
شكرا جزيلا يا أستاذ معتز على طرحك لهذا الموضوع و اسمح لى أن أورد
مرجعا آخر لهذا الموضوع
(* دولة الاسلام فى الأندلس - محمد عبد الله عنان - ثمانى أجزاء )
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment