Friday, January 15, 2010

استعمار العقول

: الأستاذةالجليلة
عدت من إجازة العيد , لأجد الصالون الثقافى قد تزين بهذه الدرة من دررك عن
الاستعمار و ما خـّلف من تركات ثقيلة , فى شبه القارة الهندية - كما ذكرت
و فى أنحاء أخرى من العالم , من بينها العالم العربى - كفرنسة الجزائر و
المغرب و تونس - و الحقيقة كما تفضلت بذكرها أن الاستعمار كان يخلق من
ورائه أذنابا يعدهم ليكونوا هم السند له فى السيطرة على الشعوب المغلوبة على
أمرها .... و أعتقد أنه فشل إلى حد ما فى أن يصنع فى مصر مثلما صنع
هناك , أعتقد لأن مصر لديها القدرة على هضم كل وافد جديد , و أذكر أننا قد
علمنا المستعمرين الإنجليز اللغة العربية المصرية أكثر مما علمنا هو الإنجليزية
و إنى لأوافق الأستاذ فجر على ما أبداه من تغير شكل الاستعمار - الذى تفضلت
و صوبت اسمه المعاصر - العولمة - من أنه - قد غير جلده , و رأى أن
يستبدل بالسيطرة العسكرية أنواعا أخرى من السيطرة أشار إليها سيادته فى
تعقيبه على مقالك , فلقد استغل وسائل الميديا التى برع فيها كى يسيطر على
العقول - من خلال عملية استثمارية تتمثل فى بيع منتجات هذه الميديا للدول
الراغبة فى الخضوع له !! , و بهذا فقد أصبح : محتلا بلا قوات عسكرية تكبده
الكثير , مسيطرا بلا قوات مسلحة اللهم إلا سلاح الحرب المعنوية

إن الاستعمار الإحتلالى أمر سهل حدوثه , سهل على الشعوب مقاومته , أما
احتلال النفوس و العقول فهذه هى الطامة الكبرى

،و فى علم النفس - كما تعلمين - يحلل السلوك إلى إدراك - وجدان - نزوع
الوجدان هو الدافع للسلوك , و هو فى نفس الوقت نتيجة للإدراك الذى هو الفكر
و العقل , فإذا سيطرت على الفكر و العقل , استطعت أن تدفعى الآخر إلى
،السلوك الذى ترغبينه .. و هذا ما تفعله العولمة : السيطرة على الإدراك
. لتكوين الوجدان , لتحديد السلوك المراد

أتمنى من كل من كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد , أن يعى هذه الصورة
الجديدة من الاستعمار , و أن يقى نفسه و أولاده و مجتمعه من هذه الهجمة
الشرسة
اللهم آمين
مصطفى سلام

No comments:

Post a Comment