الأستاذ محمد :
تهيأت منذ بدأت قراءة كلمتك لاستقبال ترجمة ذاتية , هى فى الحقيقة باب واسع من أبواب الأدب , و لكنى سرعان ما وجدت نفسى أُواجه بكاميرا تبوح بالصدق فى نقل صورة ريفية جميلة , زادها تألقا ما أضفته عليها من إبداعك , ذكرتنى بأيام طه حسين .. وسرعان أيضا ما وُوجهت بكم من الأسى الصادق عن معاناة الثقافة فى مجتمعنا المعاصر , و آلام المبدعين .
أعتقد يا سيدى أن الثقافة فى مجتمعنا – بفعل فاعل – قد تحولت إلى :
· تجارة فى أيدى الوراقين – أقصد كل مهتم بالنشر – لا يبغون من ورائها إلا الكسب المادى السريع .
· ثقافة استماع لدى شطر ضخم ممن يبتغون ثقافة الـ ( تيك أواى – معذرة للتعبير ) .. فحلت المرناة بقدراتها السمعية و البصرية محل الكتاب أو الثقافة المقروءة , نظرا لسهولة التحصيل دون معاناة , فقراءة الكتاب تستلزم جهدا عقليا , بينما يجلس المرء أمام التليفزيون سلبيا متلقيا دون مشاركة أو بذل جهد حتى ليخيل إليك أنه قد تحول إلى ساذج شاغر فاه – يتميز بالكسل العقلى - يتلقى دون فهم .
· و شيئا فشيئا تحولت الأداة – بفعل فاعل بعد أن استولت على مكان الثقافة المقروءة – إلى أداة متعة تتمتع بتقنيات هائلة .. فما عاد مرتادها يبتغى إلا الاستماع و الاستمتاع بما يخاطب أى شئ فيه سوى عقله .
نتج عن ذلك يا سيدى – كما أرى :
1. تقهقر الثقافة المقروءة , نتيجة لما سبق , إلى جوار اندحار دور المدرسة و المنزل فى بث ثقافة القراءة , لقد كان البيت المصرى – فى عصر ما – يفخر باقتنائة مكتبة فيها ما فيها من الكنوز .. و اليوم : لا مكان لهذه المكتبة فى البيت العصرى .
2. تحولت الثقافة إلى تجارة – كما ألمحتَ – مشروع تجارى مثله مثل صناعة أدوات السباكة الصحية (انظر لما حدث فى الفجالة من تحولات تصدق قولى ) .
3. و نتيجة لانحدار المستوى : فإن راج كتاب , فإنما يعود ذلك إلى انحدار مستواه و هبوطه ليلائم مستوى قارئه ... لقد أزاح الغثُ السمينَ من السوق .
فإذا أضفنا إلى ذلك ارتفاع أثمان الكتب , و هبوط المستوى الاقتصادى , و مجئ الثقافة فى ذيل اهتمامات الناس , بل قد لا توضع أصلا فى قائمة الاهتمامات ... لكنا بذلك نضع أيدينا على بعض أسباب ما تشكو منه .
الأمر يا أخى يحتاج إلى ثورة ثقافية , تقودها العقول , و تدفعها الإرادات .
إنه أملى .. و أعتقد أنه أملك أيضا .. حقق الله أملنا .. إنه نعم المولى و نعم النصير ,,,
مصطفى سلام
تهيأت منذ بدأت قراءة كلمتك لاستقبال ترجمة ذاتية , هى فى الحقيقة باب واسع من أبواب الأدب , و لكنى سرعان ما وجدت نفسى أُواجه بكاميرا تبوح بالصدق فى نقل صورة ريفية جميلة , زادها تألقا ما أضفته عليها من إبداعك , ذكرتنى بأيام طه حسين .. وسرعان أيضا ما وُوجهت بكم من الأسى الصادق عن معاناة الثقافة فى مجتمعنا المعاصر , و آلام المبدعين .
أعتقد يا سيدى أن الثقافة فى مجتمعنا – بفعل فاعل – قد تحولت إلى :
· تجارة فى أيدى الوراقين – أقصد كل مهتم بالنشر – لا يبغون من ورائها إلا الكسب المادى السريع .
· ثقافة استماع لدى شطر ضخم ممن يبتغون ثقافة الـ ( تيك أواى – معذرة للتعبير ) .. فحلت المرناة بقدراتها السمعية و البصرية محل الكتاب أو الثقافة المقروءة , نظرا لسهولة التحصيل دون معاناة , فقراءة الكتاب تستلزم جهدا عقليا , بينما يجلس المرء أمام التليفزيون سلبيا متلقيا دون مشاركة أو بذل جهد حتى ليخيل إليك أنه قد تحول إلى ساذج شاغر فاه – يتميز بالكسل العقلى - يتلقى دون فهم .
· و شيئا فشيئا تحولت الأداة – بفعل فاعل بعد أن استولت على مكان الثقافة المقروءة – إلى أداة متعة تتمتع بتقنيات هائلة .. فما عاد مرتادها يبتغى إلا الاستماع و الاستمتاع بما يخاطب أى شئ فيه سوى عقله .
نتج عن ذلك يا سيدى – كما أرى :
1. تقهقر الثقافة المقروءة , نتيجة لما سبق , إلى جوار اندحار دور المدرسة و المنزل فى بث ثقافة القراءة , لقد كان البيت المصرى – فى عصر ما – يفخر باقتنائة مكتبة فيها ما فيها من الكنوز .. و اليوم : لا مكان لهذه المكتبة فى البيت العصرى .
2. تحولت الثقافة إلى تجارة – كما ألمحتَ – مشروع تجارى مثله مثل صناعة أدوات السباكة الصحية (انظر لما حدث فى الفجالة من تحولات تصدق قولى ) .
3. و نتيجة لانحدار المستوى : فإن راج كتاب , فإنما يعود ذلك إلى انحدار مستواه و هبوطه ليلائم مستوى قارئه ... لقد أزاح الغثُ السمينَ من السوق .
فإذا أضفنا إلى ذلك ارتفاع أثمان الكتب , و هبوط المستوى الاقتصادى , و مجئ الثقافة فى ذيل اهتمامات الناس , بل قد لا توضع أصلا فى قائمة الاهتمامات ... لكنا بذلك نضع أيدينا على بعض أسباب ما تشكو منه .
الأمر يا أخى يحتاج إلى ثورة ثقافية , تقودها العقول , و تدفعها الإرادات .
إنه أملى .. و أعتقد أنه أملك أيضا .. حقق الله أملنا .. إنه نعم المولى و نعم النصير ,,,
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment