حكاية غرام
يقول الشاب المتيم : " إن شعرها أسود , بل أكثر سوادا من الليل و من حبوب أشجار الخوخ البرى , و شفاها حمراء بل أشد احمرارا من العقيق و من البلح الناضج ...الخ "..
هذا الشاب المتيم كان مصريا عاش على ضفاف النيل منذ حوالى أربعة آلاف سنة ...
و لكى يرى حبيبته و يلفت نظرها إليه لجأ إلى حيلة :
" أرقد فى المنزل و أدعى المرض , و سوف يحضر جيرانى لزيارتى , و ستكون أختى (حبيبتى) معهم , و ستسخر من الأطباء لأنها تعلم حقيقة مرضى " ..
و فشلت الخطة , لأن الشاب قد مرض حقيقة .. " و مضت سبعة أيام دون أن أرى أخــــــــــــتى ( حبيبتى ) , و انتابنى الذبول , و عادنى كبار الأطباء و لم يعرف أحدهم تشخيص مرضى .. إن اسمها هو الذى يشتد به عضدى , و يجعلنى أبقى على قيد الحياة . إنها أنجح لى من كل الأدوية , إن زيارتها تشفينى و إذا ما رأيتها تدب الحياة فى ّ .... "
أما الفتاة فإنها كانت ترى فيه شابا جميلا , تقول : " أن نبرات صوت أخى ( حبيبى ) قد اضطرب لها قلبى ", وتتمنى أن تهتم أمها بأمرها : " تحسن والدتى صنعا إذا ما اهتمت بأمرى هذا " , و تأمل أن يتقدم إليها الشاب : " آه لو أرسل رسولا لوالدتى ! "
و يتضرع الشاب إلى المعبودة أور (حاتحور) سيدة السرور و الموسيقى و الأغانى و الحفلات و الحب و يقدم إليها كل تمجيد و يبعث إليها بطلبه , فتستجيب و تختارها له .
و يتقابل المحبان و تقول : " إنى لأسأل الإله أن يجعل والدتك تعرف خبيئة قلبى , فتحضر لتسكن بجوارى (كناية عن الزواج من ابنها).. ليت المعبودة نوبيت (معبودة المحبين) تضع هذه الأمنية فى قلب أمه فأتجه مسرعة صوب حبيبى و أقبله على مرأى من زملائه (كان المصريون القدماء يقبلون بعضهم بحك الأنف , و ليس بالشفاه كما كان يفعل الإغريق).
و أصبحت الفتاة سيدة الدار تتنزه معه متكأة على ذراع حبيبها .
--------------------
توضيح :
* كان الشاب ينادى محبوبته الغالية ( يا أختى !!) رغم أنها ليست أخته فى الحقيقة , و كذلك تنادى الفتاة حبيبها ( يا أخى )
(Himit بمعنى أخت و ليس (هيميت (Sonit * حتى بعد الزواج: ينادى الرجل زوجته (سونيت
للأخت و هيميت للزوجةHayهاى للأخ وSonسن أما فى المحاكم فكانت تستعمل الكلمات :
علما بأن الزواج بين الإخوة كان مسموحا به بين الملوك , فقد قرر القضاة لقمبيز أنه لا يوجد قانون يسمح بزواج الأخ من أخته , و لكن الملك له الحق أن يفعل ما يشاء .
مصطفى درويش سلام
11 نوفمبر 2006
No comments:
Post a Comment