الضمير
تحديد المصطلحات :
الضمــير :
· لغويا :
هو ما تضمره أو تخفيه فى داخلك , أى السر و داخل الخاطر , ما تخفيه فى قلبك (لسان
العرب – ابن منظور ) .
· اصطلاحيا :
هو مجموعة القواعد و القوانين المغروسة فى ذات الفرد و التى تكون دافعا له إلى سلوك معين أو تمنعه من فعل سلوك معين .
الفطرة :
· هى كل ما ُولد الإنسان و هو مزود به بما يضمن له وجوده – كفرد – كالحاجة إلى الطعام (الجوع) و الشراب (العطش) ..الخ و كنوع (كالأمومة ..) الخ .
الاكتساب :
· كل ما يكتسبه ( يتعلمه ) الفرد من العالم الخارجى سواء أكان المجتمع الذى يعيش فيه أو الطبيعة المنتشرة حوله .
ثم أنتقل إلى ملاحظة :
· بحثت عن كلمة ( ضمير ) فى ألفاظ القرآن الكريم , و فى أحاديث الرسول الكريم صلى
عليه و سلم فى الصحيحين : البخارى و مسلم و رياض الصالحين , فلم أجد ذكــــــرا
لهذا الاسم بهذا المنطوق .. مما يدل على أن الكلمة قد تكون مستحدثة .
· حوالى 34.78% من المشاركين فى المناقشات رأو أن الضمير هو الذى يتحكم فى الكيان الاجتماعى , 13.04% وقفوا فى صف الكيان الاجتماعى , 21.73% رأوا التأثير المتبادل بين الضمير و الكيان الاجتماعى .
إذن
أيهما يصنع الآخر :
الضمير أم الكيان الاجتماعى ؟
ينقسم الفلاسفة فى هذا المجال إلى قسمين :
· الاتجاه العقلى والمثالى : و من أصحابه أفلاطون و ديكارت و كانط و هيجل ...
· الاتجاه الواقعى و الاتجاه المادى : و من أصحابه أرسطو و فويرباخ و ماركس .
· الاتجاه السيكولوجى : عند مدرسة التحليل النفسى : سيجموند فرويد (ت 1939 ) .
· الاتجاه الدينى : عند الكثيرين من أمثال الإمام محمد عبده و الإمام الغزالى و "بوسوييه "
الضمير و الاتجاه العقلى و المثالى :
الإنسان هو الذى يصوغ الحقيقة , و الروح لا يعتنق من المعتقدات إلا ما يكشفه النور المنبثق منه , و على ذلك فالضمير ينبثق من العقل الإنسانى نفسه .. ( و فى هذا توافق مع فلسفة سقراط التى كان يرى أن كل المعارف – بما فيها الخلقية " الضمير " – مخزنة فى العقل و أن العلم هو استخراج هذه المعارف من داخله ... إذن فالضمير عندهم غير خاضع للمجتمع و غير نابع منه .
الضمير و الاتجاه الواقعى و المادى :
الإنسان يكتسب معارفه من واقعه ( الاجتماعى و الطبيعى ) و الضمير هو أحد هذه المكتسبات , فليس ضمير الناس هو الذى يقرر كيانهم الاجتماعى بل على العكس , فإن كيانهم الاجتماعى هو الذى يقرر ضميرهم ( كما قال ماركس ).
الضمير و الاتجاه السيكولوجى :
يقسم عالم النفس النمساوى سيجموند فرويد الحياة النفسية إلى ثلاث مستويات :
1. الهو Id : و هو المخزن الذى تكبت فيه كل الشهوات غير المشبعة و التى تسعى – بطريقة غير شعورية – نحو الإشباع .
2. الهو Ego : و هو الذات الواعية التى تقوم بردع الهو (ضم الهاء و فتح الواو ) .
3. الأنا الأعلى Super Ego : و هو مجموعة القيم التى بناء عليها يتصرف الهو (الضمير)
الضمير و الاتجاه الدينى :
حتى لا نتوه فى معمعان الفكر فإنى سأقترح على نفسى أن أتحدد فى أقل نطاق ممكن من الأفكار .
فالسهروردى (ت 1191م) , الضمير عنده فيض أو نور إلهى لا ينقطع مدده عنا , أما الأشاعرة فقد ذهبوا إلى خضوع الضمير للقانون الإلهى .
أما الإمام محمد عبده – مثله فى ذلك كمثل المعتزلة و الفارابى و ابن رشد , فقد ذهبوا إلى أن التمييز بين الخير و الشر أمر طبيعى يدركه الناس جميعا من غير حاجة إلى شرع أو عرف .
إن الإمام محمد عبده يرى أن العقل يستطيع أن يهدى الإنسان إلى الخير .
و لعل أعظم تفسير للأمر هو تقسيم القرآن الكريم النفس إلى ثلاث : الأمارة بالسوء , و اللوامة , ثم تأتى كنتيجة لانتصار النفس اللوامة : النفس المطمئنة .
و على هذا فقد سبق القرآن الكريم – سبحان منزله – مدرسة التحليل النفسى فى تحديد مستويات الحياة النفسية . لا أري أن أسترسل كثيرا , فقد طال الحديث أكثر مما كنت أتوقع له .. و لكن : هل يمكن أن نتفق على صيغة تكاملية مؤداها أن :
الضمير ملكة فطرية (خالية ) يملؤها الإنسان بما يهديه إليه عقله و بما يكتسبه من تعاليم دينية و قواعد اجتماعية به يستطيع أن يوجه سلوكه فى اتجاه الخير أو الشر بما يؤثر بالتالى على الكيان الاجتماعى .
هذه مجرد فكرة قد تصيب و قد تخطئ .
مصطفى درويس سلام
No comments:
Post a Comment