Sunday, August 7, 2011

الخديوى اسماعيل

الخديو اسماعيل

مفترٍ أم مفترىً عليه

(1)

هـــــــــــــــــو

* اسماعيل بن ابراهيم بن محمد على

* له أخوان غير شقيقين هما أحمد رفعت و مصطفى فاضل

* ولد فى 31 من ديسمبر 1830 فى قصر المسافرخانة بالجمالية بالقاهرة .

* تعلم اللغات العربية و التركية و الفارسية و الرياضيات و الطبيعيات .

* أرسله أبوه إلى فيينا ليعالج من رمد أصابه , قضى فيها عامين فى التعليم .

* انتقل إلى باريس و انضم إلى البعثة المصرية الخامسة .

* أتقن الفرنسية و مكنه ذكاؤه من أن يتحدث بها كأحد أبنائها , و بهرته باريس .

* فى عهد عباس- و لحقد بينهما - رحل إلى الآستانة فعينه السلطان عبد الحميد عضوا بمجلس أحكام الدولة العثمانية و أنعم عليه بالباشوية .

* عاد إلى مصر فى عهد عمه سعيد حيث تولى رئاسة مجلس الأحكام .

* أوفده سعيد فقابل نابليون الثالث فى باريس , والبابا بيوس التاسع حيث قوبل بالترحاب .

* كان أخوه أحمد رفعت أحق بالولاية منه , و لكنه غرق فى سقوط عربة قطار كان يقله فى النيل عند كفر الزيات أثناء عودته

من رحلة إلى الإسكندرية .

* تولى منصب سردار الجيش المصرى وعهد إليه سعيد بإخماد تمرد بعض القبائل فى السودان , فقام بالمهمة دون أن يسفك

قطرة دماء واحدة .

* تولى الحكم بعد وفاة سعيد فى 18 يناير 1863

و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة ,,,

مصطفى سلام


الخديو اسماعيل

( مفتر أم مفترى عليه )

(2)

السياسى

كان اسماعيل يتميز بطموح سياسى هائل !!

أ ) العلاقات مع تركيا :

استهدف تحسين العلاقات مع الدولة العثمانية بهدف تحقيق الاستقلال لمصر مثله فى ذلك مثل جده محمد على إلا أن محمد على اعتمد على قوة الجيش المصرى فى تحقيق هدفه , بينما اعتمد اسماعيل على سلاح الرشوة و قوة المال يرشو به رجال الآستانة ليحقق بهم ما يريد (بلغت الرشاوى التى قدمها للسلطان و المسئولين طوال حكمه 12 مليون جنيه ) :

* دعا السلطان عبد العزيز لزيارة مصر و بذل اسماعيل الجهد و المال و الرشاوى لإرضاء السلطان , و عاد السلطان من هذه

الزيارة مغتبطا أشد الاغتباط . ( سمى شارع : عبد العزيز البادئ من العتبة حتى ميدان عابدين باسم هذا السلطان !!)

* نجح اسماعيل فى استصدار فرمان سلطانى يقصر وراثة العرش فى ذريته .

* كان لهذا العمل من جانب اسماعيل أكبر الأثر فى استعداء أخيه مصطفى فاضل الذى كان يطمع فى العرش بعد اسماعيل ,

و كذلك عمه الأمير محمد عبد الحليم بن محمد على .

* فرمان 8 يونية 1867 و الحصول على لقب خديو (مرتبة مقاربة لمراتب الملوك ) – و حق مصر فى إدارة شئونها .

* ثم جاء الفتور نتيجة لسعى اسماعيل فى مزيد من الاستقلال حتى وصل الأمر إلى إعداد الجيش المصرى للدفاع إذا ما هاجمت تركيا مصر .

* فرمان 29 فبراير 1869 بتقييد حقوق الخديو فى علاقاته بالدول الأجنبية .

* فرمان سبتمبر 1872 بإلغاء القيود نتيجة للهدايا و الرشاوى .

* الفرمان الجامع 8 يونيه 1873 حقق لمصر ما يشبه الاستقلال التام فيما عدا بعض القيود .

* سوء نية تركيا : تحالفت مع الدول الأوربية الطامعة فى مصر ضد اسماعيل لأسباب :

ـ الخلاف بين اسماعيل و تركيا نتيجة لمحاولة اسماعيل الحصول على امتيازات إضافية مكافأة له على انتصاراته – بالنيابة عن الدولة العثمانية – فى حرب جزيرة كريت (كانت تابعة للدولة ) .

ـ انفراد اسماعيل بالتفاوض مع الدول الأوربية بشأن النظام القضائى المختلط دون وساطة الدولة العثمانية .

ـ اتفاقه مع فرنسا لتوريد بوارج حربية إلى مصر , و مع انجلترا لتوريد مدافع للجيش .

ـ دعوة اسماعيل ملوك أوربا لحضور حفل افتتاح قناة السويس دون الرجوع إلى الدولة .

و انتهى الأمر بصدور فرمان بعزله و تولية إبنه توفيق .

و إلى اللقاء فى حلقة قادمة ,,,

مصطفى سلام


Saturday, June 25, 2011

البيئة و الإبداع

البيئة و الإبداع

المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد بن المهدى (205-247)

أحد الخلفاء الراشدين الذين كان لهم أثر كبير فى مواجهة فتنة خلق القرآن التى خلقها المعتزلة .

و على بن الجهم شاعر قادم من البادية لم يمر على الحضارة و لم تمر عليه الحضارة – جلف لا يعرف طلاوة اللفظ رغم علو كعبه فى جزالة الشعر و قوته .

دخل على بن الجهم على المتوكل يمتدحه بشعره فقال :

أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـواً من كبار الدلا كثيـر الذنـــــوب

اشمأز الحضور من سء أدب هذا الجلف و وصفه للخليفة بهذه الألفاظ (التى يعاقب عليها القانون الآن !!!) – لكن الخليفة الواعى أمرهم أن يتركوه ، و أمر بأن يعيش على قصر فى الرصافة فى بغداد على جسر النهر .

و بعد ستة أشهر أمر فأحضروه ، و أنشد على بن الجهم :

عيون المها بين الرصافـة والجســـــر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
خليلي مـا أحلـى الهـــــوى وأمـــــــره
أعرفنـي بالحلــــو منـه وبالمـــــــــرَّ !

و كانت قصيدة غاية فى العذوبة و الرقة حتى أن الخليفة أمر بأن يوقفوه عن الاسترسال خشية أن يذوب عذوبة !!!

مصطفى سلام

Tuesday, February 2, 2010

إلى وزير التربية و التعليم

إلى الدكتور أحمد زكى بدر
وزير التربية و التعليم الجديد


سيادة الوزير:

تفضلتم بالحديث عن التوسع فى عدد المدارس و ترميم ما هو مستحق للترميم .. و هذا

أمر لا شك هام و ضرورى .

سيادة الوزير هناك أمر ذو أهمية قصوى و هو ضبط العمل داخل المدرسة ، فلا يخفى على سيادتكم ما آل إليه دور المدرسة من فوضى لا تبشر بخير .. بل أكاد أقول أنها لم تعد أهلا للقيام بدور ما سوى إعتياد أبنائنا على الفوضى و عدم احترام النظام – لماذا ؟

إلى جوار ما سيسوقه الآخرون أضيف أن المدرسة لا سلطة لها و لا سلطان على العاملين بها ، بل إن الموجه (بكل درجاته ) لا سلطان له على المعلم – اللهم إلا النصح و الإرشاد ، و من شاء فليتبع ، و من شاء فليمتنع !!

مدير المدرسة – و قد يكون مديرا عاما – ليس لديه سلطة العقاب و لا الثواب ، فالكل يحصل على كل المميزات بغض النظر عن كم عطائه و كيفه . أما إذا ما ارتكب عامل بالمدرسة خطأ جسيما ، فما على مدير المدرسة إلا أن يخاطب الإدارة التعليمية التى تحيل كلا من المدير و العامل المخطئ إلى الشئون القانونية التى غالبا ما تتدخل العلاقات المشبوهة الخاصة – و منها المجاملة بالدروس الخصوصية – فيخرج المخطئ من المشكلة أكثر قوة و تبجحا .

أما عن التقارير السنوية التى يشارك الموجه فى وضعها ، فلا قيمة لها ، إذ هى مؤشر فقط لأقدمية العامل ، و لا يستطيع – الموجه أو مدير المدرسة – وضع تقرير لا يرضى عنه المعلم ، و إلا فالشكوى و الشئون القانونية و اللجان ... الخ

إذن فلا بد من منح مدير المدرسة السلطة التآ يستطيع بها أن يضبط العمل داخل مدرسته.

أما عن انتظام التلاميذ بالمدرسة ، فأذكر أنه عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات – رحمه الله – صدر قانون يجبر الطلاب على حضور نسبة 85 % من عدد أيام الدراسة و إلا حرموا من دخول الامتحان – لا أخبرك – سيادة الوزير – عن مدى الانتظام الذى حدث فى المدارس بعد صدور هذا القانون – لقد أصبحت نسبة الحضور 100 % أمرا عاديا ، لكن المخربين سرعان ما أقلقهم هذا النظام ، فأصدروا قرارا آخر باستثناء الأجازات المرضية !! .. أقسم لك يا سيادة الوزير أنه بعد صدور هذا الاستثناء مباشرة ، تضاءلت نسبة الحضور حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن .

أرجو أن يفعل هذا القانون إن كنا حريصين على انتظام العمل بالمدارس .

هذا من حيث الشكل ، أما من حيث المضمون .. فأرجو أن تسمحوا لى بحديث آخر لأنى متأكد أنى بحديثى هذا قد أصبتكم بالملل و الضجر .

أختم بإخباركم أنى فى قمة التفاؤل بتوليكم هذا المنصب ، فما أسمعه عنكم من حزم و حسم يؤكد هذا التفاؤل .

و أدعو الله سبحانه و تعالى أن يوفقكم و يعينكم على هذه المهمة العسيرة .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،

مصطفى درويش سلام

موجه عام سابق للفلسفة


حوار عن الحضارة




حوار :


عن الحضارة


(1)

سيدتى الأستاذة

موضوعاتك و تعليقاتك فيها ما يثير العقل و يحفزه على الرد ، فأرجو ألا تسِيأك لجاجتى فى الرد عليك ، و هو و إن اتخذ صفة الرد – كما يحلو للمنتدى أن يسميه – إلا أنى أرى فيه مواصلة و اتصالا يثرى و لا ينقص .

تحدثت – سيدتى عن التقدم و الحضارة و كيف نسئ فى مجتمعنا العربى استخدامهما – لماذا نحن كذلك و الغرب لا يفعل – لا يسئ هذا الاستخدام ؟

المشكلة يا سيدتى تكمن فى أن الغرب هو مبتكر هذه الحضارة و بالتالى فهى تتواءم مع ثقافته و تساير عاداته و تقاليده و أخلاقياته ، أما نحن فإن هذه الحضارة ليس لنا فيها باع و لا ذراع ، لسنا غير مستهلكين لعلوم الآخرين و مخترعاتهم ، و بالتالى – و لأننا نختلف عن المنتج (بكسر التاء) فى الثقافة ، فكثيرا ما يأتى استخدامنا لهذا المنتج (بفتح التاء) استخداما ساذجا (عبيطا !!) ، وإنك لتعلمين أن لكل اختراع جانبين : إيجابى و سلبى ، المنتِج يدرك تماما الإيجابيات ، أما نحن ، فلضحالة الثقافة تبهرنا السلبيات .

و الحضارة مثلها كمثل الأوانى المستطرقة يصب الأعلى فى الأدنى آليا ، مع الفارق : أن الأعلى فى الحضارة لا يصب إلا ما تسمح به مصالحه و يضن بما لا يؤثر على تفوقه ، و يوم يكون لنا إسهام فى الحضارة الإنسانية من جديد ، سنتدارك هذه الفجوة و نعتلى مكانا عليا .

أما ما ورد فى كلمتك عن الاقتباس : فهناك – حتى فى الشعر العربى نماذج له – و هو نوعان : مقبول و سخيف ، الأول اتخاذ الموجود و تطويره و تحسينه أو الوصول من خلاله إلى منتج جديد مغاير..

أنظرى – سيدتى – مثلا لهذا منتجات الصين ، التى ما تركت منتجا عالميا إلا أخذته و أدخلت عليه و غزت بهذا المنتج الجديد حتى بلدان المصدر .

و لكن كيف يكون لنا مثل هذا الإسهام : نعود إلى صلب مقالتك : التعليم .. التعليم .. التعليم .

و لكن : ما هو هذا التعليم الذى يمكننا من الوصول إلى هذا الهدف ؟

أعتقد أن مقالا آخر جدير بأن يرصد للحديث فى هذا الموضوع .

كل التقدير لك ، و لذهنك المتقد ، و لفكرك التقدمى .


مصطفى سلام




(2)



سيدتى الرقيقة ، و الباحثة الدقيقة

أستاذة الفكر و النور فى منتدانا : الأستاذة لميس

أكرر : كل سنة و أنت طيبة جدا و فى قمة الصحة و ذروة السعادة .

سيدتى :

هل حقيقة لبحثك قيمة ؟

معاذ الله أن يخطر على بالى إجابة سالبة لهذا السؤال ، و إلا أكون قد أنكرت عن جهل جهود العلماء فى النهوض بالمجتمع الإنسانى ، و لكن ما قصدته ، أن مثل بحثك هذا كفيل أن يقيم الدنيا و لا يقعدها لو كانت هناك آذان تسمع , وعقول تعى ، و قلوب تؤمن .. و لكن - و إن كنت يائسا من وجود تلك الآذان و العقول و القلوب ، فإن أملى كبير فى الله أن يقيض لمقالتك هذه من قادة الأمة من يسمع و يعى و يؤمن .. و لو من بعد حين .

و هل أنت تحرثين فى البحر ؟

رغم الجهالة التى تسم مجتمعنا ، و انعدام الهمة و الرغبة و الإرادة اللازمة لإحداث التقد على النهج الذى تفضلت بالإشارة إليه .. إلا أن مجتمعاتنا اليوم مشغولة بأمور أخرى تراها أجدر بالاهتمام من مسألة التقدم ، كمباراة لكرة قدم ، و ما إلى ذلك ..

و السؤال : هل نكف عن الدرس و البحث و الدعوة ؟ .. نكون فى هذه الحالة كالشيطان الأخرس ، لقد عانى المصلحون العظام الأهوال فما ضعفوا و ما استكانوا - قاسم أمين - الداعى إلى تحرير المرأة - توفى سنة 1906 - ووجه بما يهد الجبال الراسيات ، لكنه لم يستكن و ظل يدعو حتى نجحت دعواه فيما أراد الوصول إليه (و لكنه لا يدرى بما آل إليه حال السفور فى أيامنا هذه !!!!!)

سيرى - سيدتى - على بركة الله ..

و ستجدين فى المخلصين من المثقفين سندا لك و عونا .

و منى أنا شخصيا كل المودة و المحبة و الإعجاب .

باركك الله ،،،

(3)



لقد أسمعت إذ ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن

تنادى



الباحثة الجليلة الأستاذة لميس الإمام ( و ولدها الأستاذ عبد الرحمن ! )

أخشى سيدتى أن أقول إنك تحرثين فى البحر !!

فالتربية – كما تفضلت و ذكرت – هى عماد التقدم و الرقى ، و لنتفق على أهداف أفترضها للتربية :

الجانب الثقافى : المحافظة على الأصيل من عادات الأمة و تقاليدها التى تحفظ عليها خصوصيتها و إنـّيتها مع مراعاة تطورات العصر، أخلاقها المتينة التى تقيد السلوك بقيود سامية حتى لا يضل الطريق .

الجانب المادى :المتمثل فى العلم و الإيمان بحتميته فى إنقاذ الأمة أولا من براثن الجهل ، ثم الانطلاق بها بعد ذلك إلى سماوات الرقى .

و أقول و الحسرة تملأ نفسى أن رجلا أميا – محمد على – الذى تولى حكم مصر منذ 1805 و حتى 1848 ثم توفى بعد ذلك بعام – أدرك هذا الرجل هذه الحقيقة ، آمن فعمل فوصل بمصر إلى مصاف الدول العظمى فى ذلك الحين .

و لكن الاستعمار فى ذلك العصر خشى من هذا التقدم المذهل الذى يهدد مصالحه ، ففعل مثل ما فعلت أمريكا باليابان فى نهاية الحرب العالمية الثانية ، وبدلا من ضرب مصر بقنبلة نووية – حيث لم تكن الذرة قد عرفت – فإنه – إنجلترا و الدول الأوربية – قد تصديتا له بالقوة العسكرية ، و أوقفت – بمقتضى معاهدة لندن 1840 – نمو القوة المصرية .

و لما أراد الخديو اسماعيل – حفيد محمد على – إعادة بناء الدولة المصرية القوية – تصدى لد الاستعمار بوسيلة أخرى – الوسيلة الاقتصادية – فأوردته موارد التهلكة بواسطة الديون ـ حتى وصلت إلى الضغط على السلطان العثمانى فأصدر فرمانا بعزل إسماعيل .

ثم جاء الاستعمار البريطانى سنة 1882 ، و تولى أمر التربية و التعليم فى عصره (جلوب باشا) الذى كانت أولى مهامه أن يفرغ التعليم من جوهره و مضمونه و يكتفى بالمظهر إيمانا منه بأن التعليم هو أساس نهضة الأمم و أن الأمة الجاهلة أسلس قيادا من الأمة المتعلمة .

و لم يكن الحال – منذ أن تولى أمرنا رؤساء منا ، أسعد حالا ، فقد أصبح التعليم عندنا هو الرجل المريض الذى لا يرجى شفاؤه إلا بثورة تربوية تعليمية تطيح بتلك الأدمغة العفنة التى لا ترى من الحياة إلا يومها ، أما الغد فهو أبعد كثيرا من أفهامهم و تصوراتهم .

انهيار التربية و ( التعليم ) فى مجتمعنا – و هذا موضوع يمكن أن يكون محل دراسة مفردة – أدى إلى الانهيار الكلى العام : فى الضمير و الصحة و الأداء العام ..الخ .. لقد وصل إلى حد الكارثة !

منذ سنوات : صرخ الأمريكيون – حين تفوقت عليهم اليابان – بصرخة مدوية : ( أمة فى خطر ) ، و كان الرد على هذه الصرخة : التفوق اليابانى فى مجال التعليم ، فبدأ عندهم العلاج .

التقدم يا سيدتى – حسب عقيدتى – يستند إلى مجموعة من الثروات : أهمها الثروة البشرية و الثروة المادية (أرض ، بحار ، معادن ، بترول ... الخ )

أما الثروة البشرية فهى الركيزة الأساسية فى عملية التقدم ، و ليست هذه الثروة مجرد كم يحصى ، و لكنها كيفٌ يتمثل فى العلم و العلماء و الأدب و الأدباء و الفن و الفنانين .. إنها الجانب العقلى ( و الخلقى ) فى الإنسان ، و على قمة هذه الثروة : إرادة شعبية فى الترقى تخلقها التربية ، و إرادة صارمة من القيادة تقود عملية التقدم.

إنه لمما يبكينى أن أجد بلدنا ترصد ميزانية للبحث العلمى أدنى كثيرا مما ترصده لكرة القدم !!

إنه لمما يبكينى أن أجد علماءنا يحصلون على أجور لا تساوى عشر معشار ما يحصل عليه سمكرى سيارات أو مقاول بناء !!

ألا تشاركيننى البكاء ؟!!!

أرجو المعذرة لهذا الاستطراد فى الحديث لكن عذرى أنى به أنفـّس عن آلام ناتجة عن جرح لا يندمل فى قلبى نكأتِه ثم ضغطى عليه فاشتد بى الألم !!

ندعو الله أن يهيئ لمصر محمدا عليا آخر يعيد أمجاد محمد على باشا – رحمه الله .

مع كل التقدير و الاعتزاز .



مصطفى سلام

Sunday, January 31, 2010

الحب فى الله 1

الحب فى الله

* محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح 29)

* و الذين تبوءو الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم (الحشر 9)

1- عن أبى هريرة - : إن الله يقول يوم القيامة : " أين المتحابون فىّ ، أين ...

2- عن أبى هريرة : أن رجلا زار أخا له ....

3- عن أبى إدريس : قلت لمعاذ بن جبل : و الله إنى أحبك لله ..... فقال : أبشر فإنى سمعت رسول الله ص يقول : قال الله : وجبت محبتى للمتحابين فىّ

4- قال معاذ بن جبل : سمعت رسول الله يقول : قال الله : المتحابون فى جلالى لهم منابر من نور يغبطهم النبيون و الشهداء

----------------------------------------

1- أبو هريرة : تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين و يوم الخميس ، فيغفر الله لعبد لا يشرك بالله شيئا ، إلا رجلا كانت بينه و بين أخيه شحناء ، فيقال : أنظرا هذين حتى يصطلحا (3 مرات )

2ـ عن أبى أيوب الأنصارى : لايحل لرجل أن يهجر أخاه ....

3ـ عن أنس : ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ، و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، و أن يكره أيعود فى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار

4ـ سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله ... منهم : رجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه

5ـ ابو هريرة : و الذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، و لا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم

6ـ ص : أذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه

7- أن رجلا كان عند النبى فمر به رجل فقال يارسول الله إنى لأحب هذا ، فقال ص أأعلمته ؟ قال لا ، قال أعلمه . فلحقه فقال إنى أحبك فى الله ، فقال :أحبك الذى أحببتنى له

الحب مبدأ هام من مبادئ الإسلام ، و هو مبدأ ذو ثلاث شعب : حب المسلم لأخيه المسلم ،


حب العبد لله ، حب الله للعبد :

(1)


حب المسلم لأخيه المسلم


و هذا الحب هو أساس قيام الجماعة الإسلامية ، و مبدأ قوة المجتمع الإسلامى ، و قد بين لنا القرآن الكريم أن الرحمة – و هى إحدى مظاهر الحب ـ صفة من صفات النبى – صلى الله عليه و سلم – و صفة من صفات أصحابه رضى الله تعالى عنهم – فيقول – سبحانه – فى سورة الفتح : " محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم "

الإسلام دين السماحة

الإسلام دين السماحة


حين فتح الله الأندلس للمسلمين ، وجد السيحيون فى تلك البلاد لونا جديدا من المعاملة لم يألفوها

من قبل ، فلقد أعفى المسلمون من الجزية غير القادرين ، و أسندوا جمعها إلى موظفـــــــين من

، النصارى ، و لقد وجد اليهود و النصارى و العبيد الأندلسيون من المسلمين تسامحا استمتعوا

من خلاله بحرية لم يعهدوها من قبل


(أما اليهود فقد كانوا من قبل يرزحون من ظلم الحكام القوط (حكام الأندلس قبل الفتح

الإسلامى

و استمر هذا العنت فترة طويلة إلى أن جاء المسلمون فحرروهم من هذا الاضطهاد ، و سمحوا

لهم بحرية التجارة التى لم يكن مسموحا لهم أن يمارسوها ، كما أتاحوا لهم حرية الملكية

الخاصة ، و لقد

اشتهر منهم العديد فى ميادين العلم و الأدب

أما النصارى ،الذين كانوا يعانون من اضطهاد المذهب الكاثوليكى لهم ، حتى أنه كان يتعين

على الملوك أن يقسموا بأنهم لا يسمحون بقيام أى مذهب يخالف المذهب الكاثوليكى و قد حرم

على أى شخص أن يشك فى الكنيسة الكاثوليكية

نال النصارى بعد الفتح الإسلامى من الحرية أكثر مما كانوا يتمنونه : فأقاموا الشعائر و بنوا

الأديرة ،و عملوا فى المناصب العالية فى قصور الملوك و فى الجيش

و إليكم حادثة يدل دلالة قاطعة على مدى تسامح الإسلام تجاه العقائد الأخرى : فلقد قام القسس

و الرهبان بتهييج بعض السيحيين على الإسلام و المسلمين ، فقاموا بالطعن على الإسلام و

المسلمين و قدحوا فى الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، و لقد واجه المسلمون هذا الهوس

بالحسنى معتبرين هؤلاء الغوغاء من المجانين الذين لا يراعون حرمة الإسلام كما يراعى

المسلمون حرمة

المسيحية

أما العبيد - أو رقيق الأرض - فنتيجة للمعاملة الإسلامية الحسنة ، فقد اعتنق الكثير منهم

الإسلام و استمتعوا فى حياتهم بحقوق كانت محظورة عليهم ، و قاموا بزراعة الأرض

لحسابهم و أدوا عنها

(الخراج ( الضريبة

:قالوا

البطريرك : عيشويابه 1258 :


إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم ليسوا أعداء للنصرانية ، بل يمتدحون

ملتنا و يوقرون قديسينا و قسسنا و يمدون يد المعونة إلى كنائسنا و ديننا


ميشو : لما استولى عمر على مدينة أورشليم (القدس) لم يفعل بالمسيحيين ضررا قط ، و لكن

لما استولى المسيحيون على المدينة قتلوا المسلمين و لم يشفقوا


ميشون : معاملة المسلمين للمسيحيين تدل على ترفع فى المعاشرة و حسن مسايرة و لطف و

مجاملة ، و هو إحساس لم يشاهد فى غير المسلمين


السير توماس أرنولد : لقد عامل المسلمون الظافرون المسيحيين بتسامح عظيم ، .... و

نستطيع أن نقول بكل صدق أن القبائل المسيحية التى اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار و

إرادة حرة

و أقوالهم فى هذا المضمار كثيرة .. فهل ترى أعظم من هذا دينا ؟ هل ترى أعظم من هذا

تسامحا ؟


"و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "



صدق الله العظيم

للمزيد من القراءة :

سماحة الاسلام - د. أحمد محمد الحوفى

محمد رسول الله - الشرقاوى

انتشار الإسلام - توماس أرنولد

الإسلام - الكونت دى كاسترى

دولة الإسلام فى الأندلس - محمد عبد الله عنان

Saturday, January 30, 2010

قطوف

قطوف

القطف الأول


إذا سئلت سؤالا منفيا مثل : ألستَ فلانا الفلانى ؟ فكيف تجيب ؟ :

· إذا قلت نعم فمعنى ذلك أنك لستَ فلانا الفلانى .

· أما إذا كنت فعلا فلانا الفلانى فينبغى أن تجيب : بلى .

و فى القرآن الكريم أسئلة كثيرة منفية .. تعالوا نستعرض بعضها :

· ألست بربكم ؟

· أليس فى جهنم مثوى للمتكبرين ؟

· أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى ؟

· ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ؟

فكيف تجيب على هذه الأسئلة المنفية ؟

تحذير شديد جدا : احذر الإجابة على هذه الأسئلة بـ (نعم ) و إلا خرجت من دائرة الإيمان إلى دائرة الكفر !!!!!!!

أما الإجابة الصحيحة فهى :

· بلى (فقط ) ...... أو بلى أنت - سبحانك - ربنا .

· بلى (فقط ) .. أو بلى فى جهنم مثوى للمتكبرين .

· بلى (فقط ) ... أو بلى قادر .

· بلى (فقط ) .. أو بلى رأيتُ .

تقبل الله منى و منكم .. و الى اللقاء فى الحلقة التالية ,,,

مصطفى سلام


قطوف


الِقطفْ الثاني


فى الصلاة قرأ الإمام قول الله عز و جل : " و إذ قال ابراهيم ربى أرنى كيف تحيى الموتى , قال أو لم تؤمن , قال بلى و لكن ليطمئن قلبى " .

عمّ سأل ابراهيم ؟ هل شك ابراهيم فى قدرة الله على إحياء الموتى – حاشا لله .

لقد سأل عن الكيفية و ليس عن القدرة , و فرق كبير بين السؤال عن القدرة والسؤال عن الكيفية.. فهو – عليه السلام – مؤمن بقدرة الله على الإحياء و لكنه يريد أن يعلم : كيف .

سأله المولى سبحانه و تعالى : " أو لم تؤمن " ... فكيف يرد الخليل .. ارجع إلى القطف الأول لتتذكر كيفية الإجابة عن السؤال المنفى ... قال " بلى "

حينذاك ضرب الله له مثلا عمليا , و التجربة الحسية المشاهدة خير برهان و دليل و خير معلم لمن أراد أن يتعلم ... " قال خذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا " ... و نتيجة لهذه التجربة العملية لا بد أن تكون النتيجة : " و اعلم أن الله عزيز حكيم ".

سبحان الله .

و إلى اللقاء فى القطف التالي ,,,


مصطفى سلام


قطوف


القطف الثالث

-----

يقول الحق سبحانه و تعالى :

" و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه " .

كيف يطن ذو النون – يونس عليه السلام – أن الله لن يقدر عليه , ألا يعلم أن الله سبحانه و تعالى قادر على كل شئ ؟ .. و هو نبى من الصالحين ؟

تعالوا معا نتأمل معانى ( الجذر اللغوى ) : }ق د ر { :

المجموعة الأولى :

· قل إن الله قادر على أن ينزل آية

· قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ..

· أو لم يروا أن الله الذى خلق السموات و الأرض قادر على أن يخلق مثلهم .

· أو ليس الذى حلق السموات و الأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ....

.................... الخ

· و لو شاء الله لذهب بسمعهم و أبصارهم إن الله على كل شئ قدير .

· ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير .

· فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير

................... الخ

· فى مقعد صدق عند مليك مقتدر

المجموعة الثانية :

· فظن أن لن نقدر عليه .

· و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقة .

· إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر .

· و يكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده و يقدر.

· و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ...

................. الخ

المتأمل فى آيات المجموعة الأولى يرى أنها – و أمثالها تدور حول قدرة الله , فـ (قادر ) اسم فاعل من قدر , ( قدير ) على وزن فعيل اسم مبالغة من (قادر ) ثم ( مقتدر ) و هو الأكثر قدرة .. إذن فمعنى الجذر اللغوى هنا ( ق د ر) يدور حول قدرة الله و استطاعته اللامحدودة .

أما آيات المجموعة الثانية : فيختلف فيها معنى الجذر ( ق د ر ) ليصبح ( ضيـّق ), عكس كلمة (يبسط) التى تعنى يوسع ......

و بهذا يتبين معنى الآية : " فظن أن لن نقدر عليه " .. أى فظن أن لن نضيق عليه سواء فى الرزق أو فى أى جانب من جوانب الحياة .

و إلى اللقاء فى قطف آخر ,,,

مصطفى سلام

رمضان 1327 هجرية سبتمبر 2006 م


قطوف


القطف الرابع



روى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لقى أبا جهل , فصافحه أبو جهل , فقيل له : يا أبا الحكم ( كنية أبى جهل) , أتصافح هذا الصابئ ؟ فقال : و الله إنى لأعلم أنه نبى , لكن متى كنا تبعا لبنى عبد مناف ؟

و قد اختلى الأخنس بن شَـريق بأبى جهل , فقال له يا أبا الحكم , أخبرنى عن محمد : أصادق هو أم كاذب , فإنه ليس ها هنا من قريش أحد غيرى و غيرك يسمع كلامنا , فقال له أبو جهل : ويحك ! و الله إن محمدا لصادق , و ما كذب محمد قط , و لكن إذا ذهب بنو قصى باللواء والحجابة و السقاية و الندوة و النبوة , فماذا يكون لسائر قريش ؟

فنزلت الآية الكريمة :

" إنه ليحزنك الذى يقولون فإنهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بآيات الله يجحدون "

مصطفى سلام


قطوف

القطف الخامس


· قال صلى الله عليه و سلم : سيكون من أمتى علماء فساق , و قراء جهال .

· و قال صلى الله عليه و سلم : أشد الناس حسرة يوم القيامة عالم علم الناس و نجوا به , و ارتهن هو بسوء عمله .

· قال يحيى بن معاذ : العلم قبل العمل , و العقل قائد الخير , و الهوى مركب المعاصى , و المال داء المتكبر

· قال بعض الصالحين : إن العلماء يسقون الناس , فبعضهم من الفدران و الحياض , و بعضهم من العيون و القلب , و بعضهم من البحار الواسعة .

· قال حاتم : لا تنظر إلى من قال و لكن انظر لما قال .

· قال الثـورى : نعوذ بالله من فتنة العالم الفاجر , و فتنة القائد الجاهل .

· قال أبو مسلم : العلماء ثلاثة : رجل عاش بعلمه و عاش به الناس , و رجل عاش بعلمه و لم يعش به الناس , و رجل عاش بعلمه الناس و هلك هو .