الرؤية و الرؤيا
الرؤية عملية
فسيولوجية هى وظيفة الباصرة (العين) ، و العملية هنا ليس بها أى لون من الابتكار ،
و إنما هى مجرد "كاميرا" ناقلة لما أمامها بأمانة شديدة ، فإذا حدث
تحريف فى الصورة ، فإنما يرجع ذلك إلى عيب فى الكاميرا لا أكثر.
لكن الرؤيا
عملية مغايرة : فهى تتم فى مستويين : الوعى ، و ما وراء الوعى . ففى الحالة الأولى
، يرى الإنسان ما يشاء ، و يتعايش مع ما يريد بإرادة واعية ، و بشكل قد يكون
مقصودا أو تلقائيا ، فيركز خياله فى موضوع يهتم به ، فيعيش فيه و يرى فيه ما يريد
أن يرى – لكنه يعيش حلم اليقظة و كأنه الحقيقة .
فإن لم تحقق
له أحلام اليقظة حاجاته ، لجأ اللاشعور إلى أحلام النوم ، يعيش فيها الانسان مشبعا
ما لم يشبعه فى واقعه أو فى أحلام يقظته.
إذن لا بد
للانسان أن يرى ما يريد أن يرى ، و من يريد أن يرى ، و أن يجد ممن يرى ما يريد أن يجد
.. إنها عمليات سيكولوجية تعويضية – أو ما يسميه علماء النفس " الميكانيزمات
- يستكمل بها الإنسان النقص الحادث فى حياته .
No comments:
Post a Comment