أنا أحب ، إذن أنا موجود
تحوم حول قلبى
فراشة أرقبها بإعجاب ، لا أدعها تقتحم الحمى ، لكنى لا أسمح لها بالرحيل ، تدنو
فأحس بالدفء , ُِِتوّلى فلا ترى عيناى سوى الظلام ..
دقت دون أن تدرى بابا موصدا منذ أن ولى
الزمن ، و الزمن حين يولى تتولى أقلامه التسطير فى سجل مستتر فى تلافيف المخ ،
وإضبارة من أضابير الذاكرة و تتحول التجارب إلى سطور بعد أن كانت نبضا يتدفق
بالحيوية , ويشع بالحرارة .
تلقاها الحارس الأمين على بوابة الحصن ، انبهر
و تحير: هذا النموذج لا يمكن رده ، و لكن الدار مكتظة !
تدخل العقل ليحل الإشكال : الحب له العديد
من الأشكال ، و الكثير من الصيغ و ما العشق إلا لون ضيق من ألوانه ، الحب يتسع
ليشمل ، و العشق يضيق ليعيد الاندماج بين نصفين شطرهما الزمن ، و باعدت بينهما
الحياة ، الحب عاطفة تحرك الإنسان إلى أعلى ، و العشق يحرك الفرد المركب بعد
الاندماج إلى أسفل ، و ليست السفلية هنا سفلية مقام و لكنها سفلية حركة و فعل ..
العشق سبيل لتسلسل الحياة ، و الحب أداة لاستمرار الحياة .. و إذا كانت الحياة
قائمة – كما يقول الفيلسوف الإغريقى على الكون و الفساد ، أى على الوجود و العدم ،
فإن انباذوقليس يقول إن الحب يجمّع فيكون الكون "الوجود" ، و الكراهية
تفرّق فيكون الفساد "العدم" !
هل يمكن أن نتخلى عن الحب ؟ .. سؤال يطرحه
العقل ، ثم يجيب : نعم ،إن كنا أعداء للحياة !!!
يتدخل القلب : أحسنت أيها العقل ، فقد أتحت
لى أن أحب من أحببت ، و صرحت لى بالحب دون الهبوط إلى العشق .
No comments:
Post a Comment