ثورات حريمى
مظاهرة نساء رشيد : 1800
قام النساء بمظاهرة يطالبن حاكم المدينة الجــنرال مينو
بأن يدعو أزواجهن للسماح لهن بالتردد على
الحمامات العامة بعد أن يخصص بعضها للنساء .
و قد حرر النسوة المشاركات فى المظاهرة عريضة قدمنها إلى
بونابرت ليحمل أزواجهن على معاملتهن كما يعامل الفرنسيين زوجاتهم .
و يرى جونكيير – أحد مؤرخى الحملة الفرنسية – أن صهر
الجنرال مينو ( بعد أن أسلم ) : على الرشيدى ، كان صاحب حمامات عامة ، هو الذى حرض
النساء على هذه المظاهرة ترويجا للدعوة لحماماته .
و يرى الجبرتى أن هذه التظاهرة كانت بداية حركة السفور
فى مصر ، لكنه يرى أنها خروج عن الحشمة و الحياء و التبرج تشبها للفرنسيس ، و
وصفهن بالفواجر و الفواحش.
كان هذا رأى الجبرتى الأزهرى المحافظ ، أما رفاعة رافع
الطهطاوى فقد اختلف فى الحكم عن الجبرتى ، إذ كان الطهطاوى قد سافر إلى فرنسا عام
1826 و رأى الحياة السافرة للمرأة الفرنسية ، هذا السفور الذى يعبر عن حرية المرأة
فى فرنسا .
فى ثورة 1919
( هذه الصورة ملفقة )
فى 16 مارس 1919 كانت
مظاهرة السيدات ، و هو حادث لم يكن يتصوره أحد ، و كان عددهم يزيد على الثلاثمائة
، ولم يكتفين بالمظاهرة بل كتبن إلى المعتمد البريطانى احتجاجا على الاحتلال ، و
ما أصاب الأبرياء من القتل و التنكيل فى المظاهرات السابقة ، وقع عليه كرائم
العائلات مسلمات و مسيحيات (10 سيدات و آنسات مسيحيات ) من علية العائلات .
و قد بدأ الاحتجاج
بقولهن : " جناب المعتمد : يرفع هذا لجنابكم السيدات المصريات أمهات و أخوات
و زوجات من ذهبوا ضحية المطامع البريطانية ، يحتججن على الأعمال الوحشية التى
قوبلت بها الأمة المصرية الهادئة .... و نرجوكم إبلاغ حكومتكم ما رأيتموه و ما
شاهده رعاياكم من أعمال الوحشية و إطلاق الرصاص على الأبناء و الأطفال و الأولاد و
الرجال العزل من السلاح ، لمجرد احتجاجهم بطريق المظاهرات السلمية على منع
المصريين من السفر للخارج لعرض قضيتهم على مؤتمر السلام أسوة بباقى الأمم
....."
و من الموقعات على
الاحتجاج : حرم حسين رشدى باشا ، صفية زغلول ، هدى شعراوى، حرم محمد سعيد ، حرم اسماعيل صدقى ، حرم
محمود سامى الباروى و كريمته ، حرم مسيحة حنا ، حرم عزيز مشرقى ، حرم نجيب اسكندر
مسيحة، الآنسة جولييت صليب ، مدام روفائيل بغدادى،حرم ويصا واصف ، حرم صليب
منقريوس ، حرم ميخائيل لبيب ، الآنسة مارى و غيرهن
وصل المتظاهرات إلى شارع سعد زغلول قاصدات بيت الأمة ، فضرب الانجليز حولهن
حصارا و منعوهن من مواصلة السير ، تقدمت إحداهن إلى جندى انجليزى و هى تحمل العلم
فصوب بندقيته إلى صدرها ، فقالت له بالانجليزية : " نحن لا نهاب الموت ، أطلق
بندقيتك فى صدرى لتجعلوا فى مصر مس كافل أخرى ( ممرضة انجليزية أسرها الألمان فى
الحرب العالمية الأولى و قتلوها رميا بالرصاص فثارت الدنيا لمقتلها ) – فخجل
الجندى و أفسح الطريق للسيدات .
و فى هذه المظاهرة الرائعة كتب حافظ ابراهيم قصيدته الرائعة :
خرج الغوانى يحتججن .. و رحت أرقب جمعهنه(1)
فإذا بهن تخذن من سود الثيـــــاب شعــــــــارهنه
فطلعن مثل كواكب .. يسطعن فى وســـط الدَجُنَّه (2)
و أخذن يجتزن الطريق و دار ســـــــــعد قصدهنه
يمشين فى كنف الوقار و قد أبنَّ شعــــــــــــورهنه
و إذا بجيش مقبل .. و الخيل مطلـــــــــــقة الأعنه
و إذا الجنود سيـــــــــوفها .. قد صوبت لنحورهنه
و إذا المدافع و البنادق و الصــــــــوارم
و الأسنه (3)
و الخيل و الفرسان قد .. ضربت نطاقـــــا حولهنه
و الورد و الريحان فى ذاك النــــــــــهار
سلاحهنه
فتطاحن الجيشـــــان ساعات تشـــــــيب لها الأجنه
فتضعضع النسان .. و النسوان ليس لهن منّــــــــه (4)
ثم انهزمن مشتتات الشمل نحو قصــــــــــــورهنه
فليهنأ الجيــش الفخـــور بنصـــره و بكســـــرهنه
فكأنما الألمان قد .. لبسوا البراقــــــــــــــع بينهنه
و أتوْا بهندنبرج مختفــــــــــيا بمـصر يقودهــــنه (5)
فلذاك خافــــوا بأسهنه .. و أشفقــــــن من كيدهنه
---------------
(1) الغوانى : الحسناوات اللائى يستغنين بحسنهن عن أدوات التجميل و يتغنى بهن
أزواجهن عن النظر إلى غيرهن
(2) الدجنه : الظلمة
(3) الصوارم : السيوف القواطع
(4) المنة : القوة
(5) هندنبرج : قائد ألمانى مغروف فى الحرب الأولى
No comments:
Post a Comment