البيئة و الإبداع
المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد بن المهدى (205-247)
أحد الخلفاء الراشدين الذين كان لهم أثر كبير فى مواجهة فتنة خلق القرآن التى خلقها المعتزلة .
و على بن الجهم شاعر قادم من البادية لم يمر على الحضارة و لم تمر عليه الحضارة – جلف لا يعرف طلاوة اللفظ رغم علو كعبه فى جزالة الشعر و قوته .
دخل على بن الجهم على المتوكل يمتدحه بشعره فقال :
أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـواً من كبار الدلا كثيـر الذنـــــوب
اشمأز الحضور من سء أدب هذا الجلف و وصفه للخليفة بهذه الألفاظ (التى يعاقب عليها القانون الآن !!!) – لكن الخليفة الواعى أمرهم أن يتركوه ، و أمر بأن يعيش على قصر فى الرصافة فى بغداد على جسر النهر .
و بعد ستة أشهر أمر فأحضروه ، و أنشد على بن الجهم :
عيون المها بين الرصافـة والجســـــر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
خليلي مـا أحلـى الهـــــوى وأمـــــــره
أعرفنـي بالحلــــو منـه وبالمـــــــــرَّ !
و كانت قصيدة غاية فى العذوبة و الرقة حتى أن الخليفة أمر بأن يوقفوه عن الاسترسال خشية أن يذوب عذوبة !!!
مصطفى سلام
No comments:
Post a Comment